مريضة بداء السرقة فكيف تتوب إلى الله ؟ السؤال: أنا امرأة أؤدي الكثير من العبادات ولكنها يدي هذه التي أود أن أقطعها تمتد إلي المال أحيانا بالسرقة. حتي ولو معي ما يكفي حاولت جاهدة أن أمنع نفسي عن هذه العادة السيئة ولكن مرة انقطع وعشرات المرات تهوي قدمي لأعود مرة ثانية إلي فعلتي؟
ماذا أفعل أكاد أجن وأفقد عقلي.. أهو مرض نفسي أو ضعف الإيمان ماذا يجب أن أفعل؟ أريد خطوات محددة لكي ابتعد عن هذا الطريق الخاطيء؟
** يقول الشيخ فرحات المنجي من علماء الأزهر:أحب أولا قبل الإجابة عن هذا السؤال أن أدعو الله الكريم أن يعينك علي هذا البلاء الذي وقعت فيه وعليك بكثرة الدعاء وخاصة في جوف الليل ثم أقول لك اعلمي أن الله تعالي لم يكلف العباد إلا بما يطيقون سواء كان أمرًا أم نهيا فأنت مكلفة أولا بالأكل من حلال ومنهية عن أخذ المال الذي لا يحل لك ولو كان من أقرب الناس إليك زوجا أو والدا أو ولدا فلا تأخذي إلا بالحق الذي شرعه الله تعالي واعلمي أن العقوبة الدنيوية إن أفلت منها فإن العقوبة الأخروية أشد وأنكي والواجب عليك التوبة العاجلة.
وإن التوبة لها شروط أولها الندم علي الذنب الذي فرط ثم العزم علي عدم العودة إليه وأن من شروط التوبة النصوح رد المظالم إلي أصحابها فلابد من ردها في الدنيا تحقيقا لصدق التوبة إلي الله تعالي وأن تطلبي المسامحة ممن ظلمتهم حال ردها لأنك أدخلت عليهم الروع في قلوبهم والحزن علي فقدان مالهم فلهم بذلك عليك حق غير مجرد رد المظالم فإن لم تستطيعي رد ذلك المال فلابد لك من طلب السماح منهم واعلمي أن النار حامية وأن الله شديد العقاب وأن الله غيور يغار أن تنتهك محارمه فإن أخر للعبد انتقامه فإنما ذلك ليتوب العبد وإلا فعذاب شديد والله عزيز ذو انتقام ينتقم من كل من يستخف بمحارمه وإياك أن تسول لك نفسك أن لك عذرا بسبب كذا وكذا..
فالله أنزل الشرع ليتحاكم به الخلق واعلمي أن شرع الله كامل فلو طبق عليك لقطعت يدك وإن كنت الآن تتمنين ذلك إلا أنك حال تنفيذها ستشعرين بألم فراق هذه الجارحة الهامة عندك وتبقين بين الناس مفضوحة بقطع اليد فاتقي الله وخافي عذابه واعلمي أن الله يراك حال وقوعك في هذا الذنب ولو أنك أيقنت في ذلك الوقت أن الله عليك مطلع وعليك قادر لدفعك ذلك إلي ترك كل منكر ولزوم الحلال في المال والمطعم والمشرب نسأل الله لنا ولك ولسائر المسلمين العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة