سنين طويلة مضت وأنا لا زلت أتذكر
حين رن جرس المدرسة وكأنه جرس تنبيه من القدر
ستشهد ساحتها التي تقبلها حبات المطر
مع الريح التي تداعب أوراق الشجر
مشهدا سيبقى في الذاكرة مهما طال العمر
************************************
بين صيحات الطلاب وأفراحهم بالمطر
كنتُ هناك بين الأمل والضجر
تحت تلك الشجرة أنتظر
وأتساءل رغم الصغر
يا ترى هل سيجمعنا القدر
صديقا يشاركني هموم العمر
وظهيرا يحميني من طعنات الغدر
أخبرني أيها القدر
******************************
وبين هذا وذاك طل وجهك الجميل كالزهر
لتمد يدك إلي مملوءة بالحب والخير
وببراءة الطفولة تسأل
هل تقبلني صديقا لك
أجبتك أجل أنا الصَديق فاقبلني أخا لك
معلنين بذلك رفع الستار
عن أجمل الأقدار
أقدار ستحكي قصة صديقين قصتي أنا وأنت
********************************
وركبنا معا سفينة العمر
كُنتُ فيها رحيق حزن الدهر
وسط أمواج الحياة نبحر
ونغني معا أنشودة الحب والوفاء كُنتَ لها العطر
يا صاحبا اخترتك لن أنساك وان أخذني الكبر
يا صاحبي في كل الدروب ودروب الخطر
لن أنساك وان ضمني القبر
*********************************
****************************
أما اليوم
وأنا لتلك الأيام أحن وأذكر
خلف نافذتي الحزينة أنتظر
وقد مل مني الليل ومل السهر
واختفى خلف غيوم الشتاء جمال القمر
وأصوات الرعد في السماء والبرق كأنها تنذر
وأنا أمعن في النظر
بين أوراق الشجر
وفي حبات قطرات المطر
وأتساءل رغم الكبر
هل سيمن مرة أخرى .. ويجمعنا القدر
أجل انه يعشق السفر
لعله يأتي فسوف أبقى أنتظر
اظهر واخبرني يا قمر
ولكن
وفي السحر
آآآه ... أي اتصال هذا وأي خبر
عجل ... تعال ... صاحبك ... انه يحتضر
كلمات جعلتني أتحضر
مهندسو الأحزان كلهم ينتظرون الضوء الأخضر
ليبنوا في مدينة أحزاني أكبر قصر
سأعرف بعد قليل كيف أدخله ولكن لن أعرف كيف منه أفر
******************************************
تحولت خيوط الفجر الجميلة
إلى خيوطٍ من وحشةٍ قاتلة
لتلتف حول روحي
وتقترب من نبضات قلبي
وأنا أتصارع مع الحقيقة بخطواتي
وبين الحين والآخر أجفل نفسي
لعلي أستيقظ من كابوس بك يفجعني
ولكن
تلك الغرفة التي ازدحم على بابها كل أحبائك
مكفنا ينتظرون خروجك
قالت غير ذلك
وكأنها تقول
تعال وأنظر من في داخلي اليوم
لأريك حقيقة ما حل بصاحبك
تعال وأنظر ما فعلته رصاصات أعداء الله
على صدرٍ طالما أسندت عليه رأسك
وسال عليه غزير دمعك
وحمل برفق أحزانك
وبعد قليل سينتهي كل شيء
سيوارى تحت الثرى لتبقى وحيدا بلا صديق فوقها
************************************
آه ... يا صاحبي آه
ما كنت تضنني أن أفعل
شهور مضت .. وأناملي كل ليلة تتفنن بلمس صورك
وصورة أحملها معي نحن صغار نبتسم
ولا أذكر أنني ضحكت يوما إلا معك
لكنها لم تغني شوق عيني لرؤيتك
ذكراك .. طيفك .. أماكني معك
كلها
لم تغني حنين قلبي لقربك
لأجد نفسي ذاهبا حيث الأرض التي تضمك
يدفعني الحنين ويسبقني الشوق إليك
وهناك ... آه من هناك
كانت أشواقي تناديني تعال .. بسرعة .. هنا يرقد صاحبك
***************************************
كنت من قبل أحسب أن عينيي لم تعد تسكنها الدموع
كي أبكيها على قبرك
وضننت أنك لم تعد تملك الشموع
كي تضيء بها درب ليلة حالكة تقودني إليك
ولكن خاب ضني ... مرة
فها هي الدموع تتزاحم في عينَي
تسيل وتحرق خَدّي
لماذا يا صاحبي
لماذا تركتني وحيدا ... ودون أن تودعني رحلت
وعدتني بالرحيل معا ... وها أنت قد أخلفت
ألا تعلم انني لا أستطيع أن أصاحب أحدا كصحبتك
قل لي كم واحدا تريد .. كيف نالوا منك
وأنت يا فارسا الميادين تخشاك
هل آذوك يا حبيبي ... مالك لا تجيبني
قم وأجبني
من سيحترم حزني
من سيعشق مدينة الأحزان التي أقيمت في قلبي
من سيدخلها بهدوء ويخرج منها بهدوء كما كنت تفعل معي
من .. قم واجبني
**********************************************
وقبل أن أكثر من كلام لا يرضي ربي
خاب مرة أخرى ضني
أحسست بروحك تهمس في أذني
لا تحزن يا صاحبي
لا تحزن فأنا بجوار ربي
لتشعل شمعة أخرى تضيء بها دربي
فأخذت أستغفر ربي
وأسأله الصبر على البلاء والرضا بعد القضاء
***************************************
وقبل أن أخرج من تلك الديار
المليئة بالأزهار
وقبل أن يسدل الستار
على مسرح الأقدار
التفت إليه وأنا أقول
نِعمَ الجوار يا صاحبي نِعمَ الجوار
/
/
/
haval
الخميس ديسمبر 31, 2009 7:07 pm من طرف ممدوح
اليومية