موضوع: هل عجزت ان تكون مثل هذا الشيخ الضرير؟ الخميس نوفمبر 20, 2008 3:08 pm
تحية طيبة أبعثها اليكم من قلب يحبكم فى الله كثيرا و يتمنى لكم كل خير
أعتقد ان من البديهى ان كل من يدخل عالم النت من اللذين أنعم الله عليهم بنعمة البصر حفظ الله عليكم أبصاركم و وفقكم لأستعمال هذه النعمة فى رضى الله عز و جل سبحانه
اذا كنا مبصرين و مع هذا أعتقد أنه لا يرقى أحدنا الى ان تكون همته كهمة الشيخ الضرير الذى سأكتب لكم قصته الأن و أنتم ستحكمون على صدق حكمى هذا بعد قرأة هذه السطور القليلة القادمة و أرى حتى لا أطيل عليكم أن ابداء فى القصة مباشرة و دون مقدمات .
أن شيخنا اليوم هو الرجل الذى عوتب فيه النبى الكريم صلى الله عليه و سلم من فوق سبع سماوات هو عبد الله بن أم مكتوم هو مكى قرشى تربطه بالرسول صلى الله عليه و سلم علاقة نسب .
فهو ابن خال أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضوان الله عليها و الرسول صلى الله عليه و سلم .
شهد عبد الله بن أم مكتوم مطلع النور فى مكة فشرح الله عز و جل صدرة للأيمان و كان من السابقين الى الاسلام .
عاش ابن ام مكتوم محنة المسلمين فى مكه بكل ما حفلت به من تضحيات و ثبات و صمود و فداء و عانى من أذى قريش ما عاناه أصحابه و ذاق من بطشهم و قسوتهم ما ذاقوه فما ضعف و لا تزعزع و لا فترت حماسته و لا ضعف له ايمان و انما زاده ذلك استمساكا بدين الله و تعلقا بكتاب الله و تفقها بشرع الله و اقبالا على الرسول صلى الله عليه و سلم .
و لما اشتدت قريش على الرسول صلى الله عليه و سلم و الذين أمنوا معه و اشتد أذاها لهم أذن الله للمسلمين بالهجرة الى يثرب .
فكان عبد الله بن ام مكتوم و مصعب بن عمير أول من قدم الى المدينة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم
و ما أن بلغ عبد الله بن ام مكتوم يثرب حتى طفق هو و صاحبه مصعب بن عمير يترددان على الناس و يقرآنهم القرآن و يفقهانهم فى الدين ,
و لما قدم الرسول صلى الله عليه و سلم أخذ عبد الله بن ام مكتوم و بلال بن رباح مؤذنين للمسلمين يصدعان بكلمة التوحيد كل يوم خمس مرات و يدعوان الناس الى خير العمل و يحضانهم على الفلاح فكان بلال يؤذن و بن ام مكتوم يقيم الصلاة و ربما أذن بن ام مكتوم و أقام بلال .
و قد بلغ من أكرام النبى صلى الله عليه و سلم لأبن أم مكتوم أن استخلفه على المدينة عند غيابه عنها بضع عشر مرة كانت أحداها يوم غادرها لفتح مكة .
و فى أعقاب غزوة بدر أنزل الله على نبيه صلى الله عليه و سلم من آى القرآن ما يرفع شأن المجاهدين و يفضلهم على القاعدين فأثر ذلك فى نفس بن ام مكتوم و عز عليه ان يُحرَم من هذا الشرف الرفيع و قال : يا رسول الله لو أستطيع الجهاد لجاهدت .
ثم سأل الله بقلب خاشع أن ينزل قرآنا فى شأنه و أمثاله ممن تعوقهم عاهاتهم عن الجهاد
و جعل يدعو ربه فى ضراعة : اللهم أنزل عذرى .... اللهم أنزل عذرى .
و على الرغم من أن الله سبحانه و تعالى أعفى عبد الله ابن ام مكتوم و أمثاله من الجهاد فقد أبت نفسه الطموح أن يقعد مع القاعدين و عقد العزم على الجهاد فى سبيل الله .
لأن النفوس الكبيرة لا تقنع الا بكبار الأمور فحرص رضوان الله عليه منذ ذلك اليوم الا تفوته غزوة و حدد لنفسه وظيفتها فى ساحات القتال فكان يقول أقيمونى بين الصفين و حملونى اللواء أحمله لكم و أحفظه فأنا أعمى لا استطيع الفرار
و يالها من مهمة شاقة أختارها لنفسه فى ساحات المعارك و القتال .
و فى السنة الرابعة عشر للهجرة عزم عمر بن الخطاب على أن يخوض معركة فاصلة مع الفرس لفتح الطريق امام جيوش المسلمين فكتب الى عماله (لا تدعوا أحدا له سلاح أو فرس أو نجدة أو رأى الا انتخبتموه ثم وجهتموه لى و العجل العجل ).
فطفقت جموع المسلمين تلبى نداء الفاروق و تنهال على المدينة من كل حدب و صوب و كان فى جملة هؤلاء المجاهد المكفوف البصر عبد الله ابن ام مكتوم
فجعل الفاروق على الجيش سعد بن أبى وقاص و أوصاه وودعه و لما بلغ الجيش القادسية برز عبد الله بن أم مكتوم لابسا درعه مستكملا عدته و ندب نفسه لحمل راية المسلمين و الحفاظ عليها أو الموت دونها .
و التقى الجمعان فى ايام ثلاثه قاسية عابسة و أحترب الفريقان حربا لم يشهد تاريخ الفتوح بمثلها حتى أنجلى اليوم الثالث عن نصر مؤزر للمسلمين
فزال عرش من أعرق عروش الدنيا
و ارتفعت رايه التوحيد فى أرض الوثنية
و كان ثمن هذا النصر المبين مئات الشهداء
و كان من بين هؤلاء الشهداء عبد الله ابن ام مكتوم
فقد وجدوه صريعا مضرجا فى دمائه و هو يعانق راية التوحيد
و لكنى لا اجد تعليقا أكتبه على هذه القصة
غير اننى اتعجب فعلا من أناس قد جعلوا شعارهم فى ال اسكايب الصور الأباحية يؤذوننا بها