هو حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري، أبو الوليد، شاعر النبي (صلى الله عليه وسلم) وأحد المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام، عاش ستين سنة في الجاهلية ومثلها في الإسلام. وكان من سكان المدينة.
واشتهرت مدائحه في الغسانيين وملوك الحيرة قبل الإسلام، وعمي قبل وفاته.
ولمّا كان يوم الأحزاب، وردّ الله المشركين بغيظهم لم ينالوا خيراً، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من يحمي أعراض المسلمين؟»... قال كعب بن مالك: أنا... وقال عبد اللـه بن رواحة: أنا يا رسـول اللـه... قال: «إنّك لحسنُ الشعر».. وقال حسان بن ثابت: أنا يا رسول الله قال: «نعم، اهجهم أنتَ، وسيعينُكَ عليهم رُوح القُدُس».
مرَّ عمر بن الخطاب على حسّان وهو ينشد في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فانتهره عمر، فأقبل حسّان فقال: كنتَ أنشد وفيه مَن هو خيرٌ منك... فانطلق عمر حينئذٍ، وقال حسان لأبي هريرة: أنشدك الله هل سمعتَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «يا حسّان! أجبْ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، اللهم أيّده بروح القُدُس» قال: اللهم نعم.
كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- لحسان بن ثابت: « اهجهم وهاجهم وجبريلُ معك»... وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبّوا حسّاناً، فإنه ينافحُ عن الله وعن رسوله».
وبكى حسّان الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقال:
بطَيْبـةَ رسـمٌ للرسولِ ومعهـد ... منيـرٌ وقد تعفو الرسومُ وتَهْمُـدُ
ولا تمتحي الآياتُ من دارِ حُرْمَةٍ ... بها منبر الهادي الذي كان يَصْعَدُ
وواضـحُ آثارٍ وبـاقي معـالمٍ ... ورَبـعٌ له فيه مُصلّىً ومسجـدُ
بها حُجُـراتٌ كان ينزلُ وسْطَها ... من الله نـورٌ يُستضاءُ ويوقـدُ
معارفُ لم تُطمَس على العهدِ آيُها ... أتاها البِلـى فالآيُ منها تجَـدَّدُ
عرفتُ بها رسمَ الرسول وعهدَه ... وقبراً بها واراهُ في الترب مُلْحِدُ
توفي في المدينة.
قال أبو عبيدة: فضل حسان الشعراء بثلاثة: كان شاعر الأنصار في الجاهلية وشاعر النبي في النبوة وشاعر اليمانيين في الإسلام.