السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان الرسول صلى الله عليه وسلم على رفقه ولين كنفه ،وقوة أحتماله ،
وتغاضيه عن سقطات الناس وزلاتهم ،إلى حد لايتصورفوقه،شديد الحفاظ على أصالة الدين
،شديد الغيره على روحه وتعاليمه،وعلى عقيدة التوحيد ،
شديد الحذر مما يعرض أمته لخطر التورط في الأوهام والمغالاه
وتقديس الأشخاص،والعوده إلى الجاهليه،لاتأخذه في ذلك هواده،
ولاتمنعه من الإنكار عليه مصالح قياديه أو أعتبارات سياسيه،
وكان في ذلك يختلف عن قادة الجماعات والزعماء السياسين أختلافا
ومن أوضح أمثلته ماوقع عند وفاة سيدنا إبراهيم،
فقد كسفت الشمس يوم موته،
فقال الناس:إن الشمس كسفت لموت إبراهيم
خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال :"إن الشمس والقمر أيتان من أيات الله عزو جل ـ لاينكسفان لموت أحد ولحياته،
فاذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا"
ولو كان مكان الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه المناسبه الحزينه العاطفيه إي داع
من الدعاة أوزعيم من الزعماء،أوقائد دعوة وحركه وجماعه كان أقل مواقفه من هذا التعليق
أو التفسير للحادث،السكوت لانه كان في صالح دعوته وحركته،
ولأنه يضفي على شخصه وأسرته مايستطيع أن يستعين به،في بسط نفوذه
على قلوب الناس ،وعقولهم ،وتقويه ثقتهم به،وأعجابهم له ،
وذلك شيء تمناه قادة الشعوب والجماعات،ومنشئو الدول والحكومات،
ويعلمون له ألف حيله ،وقد هيأالله له ذلك من طريق الغيب،
فلا عليه إن سكت ،ولكنه صلى الله عليه وسلم لم يحتمل سماع هذا الكلام
ولم يسكت عليه لدقيقه،بل بادر إللى أزالة هذا الوهم الذي يجر إلى إفساد العقيده،
وربط الحوادث الكونيه وسنن الله تعالىـ في خلقه بمايقع لافراد البشر ،
ولو كانوا من الأنبياء أو أولادهم وأفراد أسرتهم من ولاده وموت وصحه ومرض،
وذلك مدخل قديم ،وشرع صلاة الكسوف وهي صلاه مخصوصه،
لتوثيق الصله بالله تعالى وعبادته واقتلاع هذه الجرثومه الجاهليه من النفوس والعقول
وكذلك لم يسعه السكوت حين قال رجل:ماشاء الله وشئت "
فقال صلى الله عليه وسلم :"أجعلتني ندا "
أن رجلا خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : من يطع الله ورسوله فقد رشد .
ومن يغصهما فقد غوى . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بئس الخطيب أنت .
قل : ومن يعص الله ورسوله " .
الراوي: عدي بن حاتم الطائي - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر:
المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 870
وفي هذه المواقف يتجلى "الموقف النبوي"ومايمتاز به الأنبياء عن القاده والزعماء
وعظماء البشر،من تجرد عن الأنانيه ،وأستغلال الحوادث وضعف العقول في
صالحهم،والسماح للمدح والاطراء ولو تخطى الحدود،وكان صلى الله عليه وسلمـ
إمام الانبياء في ذلك ولاسوه الكامله وقد قال:"لاتطروني كما أطرت النصارى ابن مريم
،فانما أنا عبده،فقولوا عبد الله ورسوله