أكدت صحيفة أمريكية أن الولايات المتحدة لم تتعلم الدرس من هزيمتها في حرب فيتنام منذ 30 عامًا ، بل على العكس خاضت حرب العراق دون أي اهتمام بعواقب ذلك.
وقال الكاتب الأمريكي جابريل كولكو في مقال نشرته صحيفة "كاثوليك نيو تايمز:" الهزيمة الشاملة قبل 30 عامًا كان ينبغي أن تصبح إنذارا للولايات المتحدة: بأن أية دولة مهما كانت قوية لا يمكن أن تخوض الحروب بدون التعرض لمخاطر شديدة".
وتابع الكاتب الذي يوصف بأنه أبرز مؤرخ للحرب الحديثة في امريكا وهو مؤلف الكتاب المشهور "قرن الحرب: السياسة -النزاعات - المجتمع منذ 1914 :" الحروب ليست تمارين عسكرية تكون الغلبة فيها للقوة النارية، وانما هناك التحديات السياسية والايديولوجية والاقتصادية. كان ينبغي
الاستفادة من أحداث فيتنام الجنوبية. ولكن ذلك لم يحصل".
وأشار إلى أن هناك تشابه كبير بين انهيار المشروع الامريكي في فيتنام والمشروعين الامريكيين الخائبين الحاليين في العراق وافغانستان ، الا إن الادارات الامريكية المتعاقبة لا تملك القدرة على الاستفادة من اخطاء الماضي.
وأوضح جابريل كولكو:" الحرب في فيتنام التي انتهت قبل 30 عاما بانتصار كامل للشيوعيين تعد أطول حرب أمريكية وأكثرها تكلفة واثارة للفرقة في أمريكا، حيث انخرط فيها في بعض المراحل أكثر من نصف مليون جندي ، إضافة إلى قوات من كوريا الجنوبية واستراليا وبلدان اخرى".
وقال الكاتب إنه بالمعايير العسكرية التقليدية فأن الامريكيين كان ينبغي أن ينتصروا. فقد استخدموا 51 مليون طن من ذخائر الحرب (بقدر ما استخدموه في الحرب العالمية الثانية)، وكانوا يتمتعون بتفوق عسكري كاسح على اعدائهم وفق كل المعايير. مع ذلك فقد هزموا. وكان جيش فيتنام الجنوبية بقيادة نجوين فان ثيو اقوى بكثير من خصومه".
ففي بداية 1975 كان هذا الجيش يمتلك من المدفعية ثلاثة أضعاف ما يمتلكه الخصوم ومن الدبابات والمدرعات ضعفا ومن الطائرات الحربية 1400 وهيمنة كاملة على الجو. وكان لدى جيش فيتنام الجنوبية تفوقا بنسبة الضعف في عدد القوات المحاربة بحدود 700 الف الى 320 الف. وكانت القيادة الشيوعية تتوقع استمرار الحرب عشر سنيين اخرى. ويبدو ان الاميركيين والشيوعيين لديهم تشوش في الرؤية ازاء الحروب.
واستطرد الكاتب بالقول :" ما يحدث في الميادين السياسية والاجتماعية والاقتصادية اكثر حسما بكثير جدا من المقارنات والمعادلات العسكرية. لقد ثبتت صحة هذا الرأي في الصين في الاربعينيات وفي فيتنام في عام 1975 , وهو ما يحدث اليوم ايضا في العراق".