قال مراسل الجزيرة في غزة سمير أبو شمالة إن إسرائيل تعتزم فتح معبر كرم أبو سالم جزئيا صباح اليوم لإدخال بعض الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية.
وأوضح أن مصادر إسرائيلية أشارت أمس إلى أن تل أبيب تدرس السماح بإدخال نحو أربعين شاحنة تحمل مواد غذائية لصالح هيئة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (أونروا) ومثلها للقطاع الخاص بعد نفاد المخزون الغذائي للطرفين جراء الإغلاق المتواصل للمعابر منذ 20 يوما.
وكانت مطاحن الدقيق في غزة قد بدأت استخدام الحبوب المخصصة للحيوانات والطيور لتقديمها للمواطنين بعد نفاد القمح. كما يهدد انقطاع الكهرباء المستشفيات بالشلل التام, ويعرض حياة عدد كبير من المرضى للخطر.
تحذيرات من مجاعة
في السياق حذرت المفوض العام لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) كارين أبي زيد من وقوع مجاعة في القطاع جراء استمرار إسرائيل بإغلاق المعابر.
وقالت أبو زيد في حديث لصحيفة "تاجز شبيغل" الألمانية تنشره في عددها الصادر اليوم "إذا لم تسمح إسرائيل فورا بدخول الشاحنات إلى غزة فستكون النتيجة هي الجوع".
وأشارت المسؤولة الدولية إلى نفاد جميع مخزون الطعام في غزة، وقالت إن الناس هناك في حيرة من أمرهم ولا يعرفون ماذا يصنعون، "فلديهم مرضى في المنزل والعديد من الأطفال ولم يعد لديهم أي طعام".
وقالت المفوض العام للأونروا "نحن نشعر بالعجز وبأننا قد خذلنا"، داعية المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوط على إسرائيل لإنهاء "الوضع المأساوي" في غزة.
في غضون ذلك خيم الظلام الدامس أمس مجددا على غزة مع دخول الحصار الإسرائيلي الخانق عليها يومه العشرين وسط تحذير مؤسسات صحية في القطاع من انعكاسات ذلك على حياة المئات في المستشفيات.
ويزيد من تفاقم الوضع الأنباء التي أشارت إلى قرب نفاد المخزون من الشموع التي كانت آخر ملجأ للإنارة هناك.
خالد مشعل
وفي دمشق وصف رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) السكوت العربي والإسلامي على حصار غزة بأنه عار وجريمة.
وقال خالد مشعل أمام الملتقى العربي والدولي لحق العودة، "إن من يغلقون الأبواب على الفلسطينيين سيسأَلون يوم القيامة عما فعلوا".
كما استنكرت الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بمجلس الشعب المصري إغلاق معبر رفح أمام الحجاج الفلسطينيين.
وفي بيان عاجل قدمه إلى رئيس الوزراء أحمد نظيف، قال الأمين العام المساعد للكتلة حمدي حسن إنه يشعر أن الحكومة "أشد وطأة على الأشقاء الفلسطينيين من العدو الصهيوني".
أما ملك الأردن عبدالله الثاني فدعا العالم -حسب بيان للديوان الملكي- لاتخاذ خطوات عاجلة لإنهاء معاناة الفلسطينيين بغزة، مؤكدا أن استمرار الحصار "سيؤدي إلى أزمة إنسانية ذات نتائج مدمرة".